( كلــــــــمة )

معالي الأستاذ الدكتور أسامة بن صادق طيب

رئيس الجامعة

في الحفل التكريمي بمناسبة تجديد الثقة الملكية

بتمديد خدمات معاليه رئيساً للجامعة

الثلاثاء 19 / 3 / 1432هـ


بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله الذي أنعم علينا بالإسلام ، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..



إخوتي وأخواتي .. الزملاء والزميلات .. الكرام

أبنائي الطلاب والطالبات ..

أيها الحفل الكريم ..



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،

الشكر لله عزوجل ... ثم لإخوتي وكلاء الجامعة ولجميع منسوبي الجامعة لتنظيم هذا الحفل البهيج الذي لم أكن أقبل به لو لا رغبتي في لقائي معكم جميعاً ، لنحدد رؤيتنا وخططنا للأربع السنوات القادمة ... فأنتم يا إخوتي العزيزيين والعزيزيات ..
مجموعة رائعة ... منجزة ... وفية ... مخلصة ... مجموعة أشعر بالفخر والسعادة لانتمائي لها .. لما حباها الله به من وفاء وعطاء وإنجاز وانتماء لجامعتهم ووطنهم .. مجموعة آلت على نفسها العمل المخلص من خلال نقاء السريرة ، وصفاء النية وعمق الانتماء ... وآلت على نفسها بذل الجهد والوقت لتحقيق الأهداف ، وحصد التميز تلو الآخر في عطاء خالص ونقي وحقيقي ..



يحضرني في هذه اللحظات العبقة بالوفاء ، تعاهدنا جميعاً في كل لقاءاتنا السابقة ، عندما وضعنا أيدينا بعضها في بعض لتحقيق ما رسمناه سوياً من خطوط عريضة لتطوير الجامعة في شتى مناحيها . لقد تكاتفنا وتعاضدنا وشمرنا عن سواعدنا وبذلنا الجهد وعملنا مع بعض بصدق وإخلاص وتناصح واجتهاد ، فكان من الإنجازات الشيء الكثير بفضل الله عزوجل ، ثم بعطاء وعمل كل فرد منكم .



إخوتي الكرام ..

إن ما تم من إنجازات هي معروفة لديكم ... لأنكم أنتم من صنعها .. أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ما أنجزته الجامعة من تقدم حقيقي في التصنيفات الدولية كافة ومحافظتها على الريادة في الاعتمادات الأكاديمية الدولية ، حتى زادت عن ( 40 ) اعتماداً أكاديمياً دولياً ، ناهيك عن الكثير من شهادات الآيزو الدولية إدارياً وفنياً . كما واصلنا حصد الجوائز محلياً وخليجياً ودولياً .. وأنجزنا سوياً خطوات جريئة في تطوير المناهج والنشاطات البحثية . وأصبح لنا وجود ، بل تميز دولي من خلال الأبحاث المنشورة في أرقى المجلات العالمية ... وبرامج التعاون والتوأمة مع أكثر من مائة مؤسسة دولية .. إلى جانب الهيئة الاستشارية الدولية للجامعة .. والتوسع في الكم والكيف والفائدة في نشر فرص التعليم في مناطق مختلفة من المملكة ، بل وحتى خارجها .



كل هذا تم على الرغم مما تعرضت له الجامعة من ظروف مختلفة ...
تعرفونها ... كان يمكن أن تحد من أي تطور أو تؤخره وتعيقه ... ولكن بتوفيق الله عزوجل ، ثم بدعم الحكومة الرشيدة وعزيمة العزيزيين والعزيزيات استطعنا تجاوز كل تلك الظروف والحمد لله .



ويظل في ظني أن المحور في تلك الإنجازات ، هو ما تحقق من نشر واعتناق لثقافة التطوير والتميز والانتماء في الجامعة ... وأصبح كل منا يعمل في ظل تلك
الثقافة ، حتى أصبحت الإنجازات تترى في هذه الجامعة ... الإنجاز تلو الآخر . كل ذلك انعكس بتحقيق تميز كبير في تنفيذ خطة الجامعة الإستراتيجية الأولى ، حيث بلغت نسبة تنفيذ أهدافها وطموحاتها أكثر من (78%) وهو بحق رقم يستحق الإشادة به على مستوى التخطيط الإستراتيجي حتى على المستويات العالمية .



كل هذه الإنجازات والجهود هي عملكم أنتم وأنتن .. فالشكر والتقدير والثناء العطر لكم أنتم إخوتي وكلاء الجامعة وقياديي وقياديات الجامعة وأعضاء وعضوات هيئة التدريس والإداريين والإداريات والفنيين والفنيات .



إخوتي الأعزاء ..

إن قول الحق مندوحة ، فقد مرت جامعتنا الحبيبة بعدة حقب تعاقب فيها بالعمل إخوة وأخوات كرام أخلصوا العمل والنية وأنجزوا إنجازات رائعة .. واعتمد إنجاز كل حقبة على إنجازات الحقبة التي سبقتها ... حتى أصبحت جامعتنا متميزة يشار إليها
بالبنان .. وحري بنا أن نتذكر في هذا اليوم هؤلاء الإخوة والأخوات رئيسين ووكلاء وعمداء ومشرفين وأعضاء وعضوات هيئة تدريس وإداريين وإداريات وفنيين وفنيات وطلاباَ وطالبات ، وندعو لهم بخير الجزاء من الله سبحانه وتعالى .



والآن نحن أمام حقبة جديدة تستوجب مضاعفة الجهد وتستلزم زيادة العطاء لنحقق بإذن الله تعالى المزيد من التطور والإنجازات والتميز لجامعة الملك عبدالعزيز لنخدم وطننا ومجتمعنا .. ونرسخ وجودنا العالمي خدمة للبشرية جمعاء .



إخوتي الأحبة ..

لقد أبرزت تحليلات نتائج الخطة الإستراتيجية الأولى للجامعة أن أقل نسبة في تحقيق المنشود من الإنجازات كان في مجال البحث العلمي وما يتبعه من مخترعات وبراءات وتحويلها إلى مخرجات قابلة للتطبيق ... وقد التمس بعض العذر لنا في هذا المجال ، إذ إن الجامعة لم تبدأ فعلياً في التركيز على هذا المجال إلا مؤخراً ، وربما يعود ذلك إلى عدم وجود بنية تحتية كافية لذلك حينئذ ... ولكن الآن جهزنا كل البنية التحتية اللازمة من معامل متطورة ، ومراكز تميز بحثية وجوائز النشر ، والاختراع ، وآليات الحماية الفكرية وحقوق الملكية واستثمارها مادياً من خلال منظومة الأعمال والمعرفة ، وشركة وادي جدة .. وفوق كل ذلك وقبله ثقافة البحث العلمي والتميز فيه التي بدأت ألاحظها وأفخر بنموها يوماَ بعد يوم ... فإلى المزيد من الأبحاث العلمية ... وإلى المزيد من النشر العلمي في أرقى الوسائط ... وإلى المزيد من الاختراعات وبراءاتها ... وإلى المزيد من التحويل إلى منتجات نستثمر بها معارفنا ... وإلى المزيد من الشركات التي تساهمون وتربحون منها معرفياً ومادياً ...



نعم إننا جاهزون على أن نرتقي في هذا المجال إلى آفاق جديدة ومنجزات
متطورة ... نعم إننا مؤمنون بأن هذا المجال مجالنا ... نعم إننا متحمسون... نعم إننا مدركون أنه لاعذر لنا بعد اليوم ... لاعذر لنا بعد اليوم .

إخوتي الأوفياء ..

من باب التذكير بالخير والواجب ... أذكر نفسي وإياكم بعظم الأمانة الملقاة على عاتقنا تجاه أبنائنا وبناتنا الطلبة والطالبات ... من ناحية حسن أدائنا لواجبنا تجاههم ... بالانضباط في محتوى ومواعيد المواد العلمية واختباراتها ومراجعها ... من ناحية حسن احتوائنا للطلاب في ساعاتنا المكتبية ... من ناحية ضربنا لهم المثل الأعلى الذي نفتخر به ونرغب أن يتحلى بصفاته خريجونا ... جيل المستقبل وأمل الأمة . لقد وفرت الجامعة كل الإمكانات والآليات والمعايير لخدمة أحلى ... وأبهى ... وأرقى للطالب... نعم إننا متحمسون ... نعم إننا مؤمنون أن الطالب أولاً ... نعم إننا مدركون أن لا عذر لنا بعد اليوم ... لاعذر لنا بعد اليوم .



إخوتي العزيزيين ..

لايخفى على علم الجميع الفوائد الجمة لإثراء الرأي وتعدد وجهات النظر ... والنقاشات البناءة ... كما لايخفى على الجميع النتائج الإيجابية للمشاركة الفاعلة للشباب والشابات سواء كانوا أساتذة أو طلاباً أو إداريين ، خاصة إذ ما انصهرت في بوتقة الحياة مع الخبرات والمعاصرة .. ويؤكد ذلك ما تمخضت عنه خطوات الجامعة في مجال إثراء الرأي ومشاركة الجميع في اتخاذ القرارات والتوصيات والتوجيهات ، من خلال تكثيف ورش العمل واللقاءات بين المنسوبين والمسئولين في الجامعة .. وسياسة الباب المفتوح ، وإشراك المسئولات في شطر الطالبات وفرع البنات في مجلس الجامعة ولجنة العمداء ، وكثير من اللجان الأخرى ... وكذلك إشراك الطلاب والطالبات في اجتماعات لجنة العمداء الاستشارية ، وحري بنا ونحن في جامعة المؤسس أن نؤسس لمشاركة أكثر لشبابنا وشيوخنا ... ولرجالنا ونسائنا ... في نقاش قضايا الجامعة ، وإبداء الرأي ... فلنعمل على إيجاد آلية جديدة للترشيح للمناصب المختلفة في الجامعة لإثراء نوعية ومستوى الاختيار وإتاحة الفرصة للجميع ، ولنعمل على تعميم تجربة المشاركة في الاجتماعات لتشمل شتى المجالس واللجان وفرق العمل . وإلى المزيد من التفاعل بعضنا مع بعض ، وإلى المزيد من الاهتمام لتحقيق آمال وتطلعات المنسوبين ومقترحاتهم ، وإلى تطور أكثر في تفاعلنا مع الطلاب والطالبات والسماع لهم ، والتحاور معهم ، وتحقيق متطلباتهم ، والمشاركة معهم في النشاطات الصفية وغير الصفية ...



نعم إننا جاهزون لمزيد من التواصل وسماع الرأي ، بل إننا محتاجون لذلك ... نعم إننا واثقون من تجاوبنا مع كل هذه الآليات والمبادرات لزيادة التواصل والمشاركة
الفاعلة مع إدارة الجامعة بالرأي .. والنصح ... والعمل . نعم إننا متحمسون ... نعم إننا مدركون ... إنه لاعذر لنا بعد اليوم .. لاعذر لنا بعد اليوم .



إخوتي الزملاء ..

إن خطة الجامعة الإستراتيجية الثانية التي بدأنا فيها قبل مدة من الزمن تحتاج إلى تضافر الجهود لتحقيق أهدافها وبرامجها . كما نحتاج إلى تفعيل برامج أكثر لصيانة مكتسبات ومقتنيات الجامعة والمحافظة على منسوبيها وقاطنيها في الطوارئ والكوارث إذا حدثت لاسمح الله ... إن ما وضع من خطط وبرامج رائعة ... وإن ما وضع لهذه الخطط من معايير قياس دقيقة ... وإن خطابات التكليف للجميع بالتنفيذ وآلياته جاهزة ... وإن مالدينا من حماس كبير لتحقيق إنجازات أكثر وأكبر من الخطة السابقة ... فإلى مزيد من العمل ... وإلى مزيد من العطاء ...نعم إننا متحمسون ... نعم إننا مدركون أنه لاعذر لنا بعد اليوم ... لاعذر لنا بعد اليوم .

إخوتي المبدعين ...

إنني واثق من أن ما تم من إنجازات وعمل في هذه الجامعة لم يتم إلا بالقليل من إمكانات وطاقات منسوبي هذه الجامعة كماً وكيفاً ... فكيف إذا جند كل منا طاقاته
كاملة ؟... وكيف إذا عمل جميع منسوبي الجامعة ؟... بلاشك سنكون بإذن الله أكثر ارتياحاً لتحقيقنا الأمانة الملقاة على عاتقنا ... وستكون بإذن الله جامعة يشار إليها بالبنان من كل أنحاء العالم ... ونخدم البشرية جمعاء ... ونكسب الجزاء الأوفى عند الله ... إنني أدعو كل من عمل وأنجز إلى مضاعفة العمل والانجاز ... وفي الوقت نفسه أدعو كل من كان في موقف المتأمل أو المتردد أن يشمر عن ساعده ويساهم معنا ..



إن قطار الإنجاز في هذه الجامعة بدأ مسيرته وركب فيه من ركب وساهم في زيادة سرعته ... وأتطلع إلى ركوب من ظل في الانتظار ليتطور ويطور ، وينجز ، ويبدع ، ويسعد بحلاوة الإنجاز ، وبالجزاء الأوفر والأوفى عند الله تعالى .



إخوتي الأفاضل ..

في مدة تكليفي الأولى ، رفعت لكم يدي اليمنى طالباً العون والدعم .. فصدقتم الوعد .. وفي مدة تكليفي الثانية رفعت لكم يديّ الاثنتين طالباً العون والدعم .. وصدقتم الوعد أيضاً . والآن في مدة التكليف الثالثة أستمر في رفع يدي الاثنتين لتستمر متشابكة ومتعاضدة مع الجميع ... داعياً إلى المزيد من الأيدي والعقول إلى هذه المجموعة المتعاضدة لتزداد قوة هذه الجامعة في دفع قطار التطوير والإنجاز ليكون بسرعة البرق ، وعلوه ، ووضوحه ، ولمعانه ، لخير جامعتنا ووطننا والبشرية جمعاء .



فلن نقنع بما دون النجوم ... ولن نقنع بما دون الإنجاز الذي يفوق 110% كماً وكيفاً .. فإننا معشر العزيزيين قادرون ... متحمسون ... منجزون بإذن الله .



وفق الله الجميع لما يرضاه .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،،

رئيس الجامعة

أ . د / أسامة بن صادق طيب

آخر تحديث
5/21/2012 11:13:14 AM