الأمير سعود بن نايف يستعرض قصص وحياة والده في الجلسة الثانية ضمن فعاليات معرض "نايف..القيم"

 
 قدم رئيس اللجنة التوجيهية لمعرض "نايف القيم" صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز محاضرة بعنوان "والدي الأمير نايف بن عبدالعزيز"، اليوم الأثنين 19 /8  /1438هـ، بحضور أصحاب السمو الملكي الأمراء وأصحاب المعالي والمسؤولين.

وبعد أن استعرض رئيس الجلسة معالي رئيس الجامعة، الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبيد اليوبي سيرة المحاضر الذاتية، بدا الأمير سعود متأثرا أمام الحضور وهو يحكي قصص وحياة الراحل والده صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ، وذكر بان هذا أصعب موقف ولقاء لي شخصيا في حياتي هو هذه المحاضرة والتي اروي فيها عن والدي ، هذه الشخصية العظيمة التي كانت لا تقبل المساومة على ثوابت العقيدة، فبقدر علاقتي فيه كأبن، كانت علاقتي فيه كمعلم وقائد وموجه، اعطانا أنا وجميع اخواني واخواتي كامل الرعاية والاهتمام والتوجيه بالرغم من المسؤوليات الجسام وضيق الوقت لديه".

وأشار إلى مقولة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يصف فيه الراحل بانه" قوي من غير عنف ،ولينا من غير ضعف" بانها معادلة صعبة لا تتوفر في الكثير ، ساردا ذكريات عن نشأتهم ورعايتهم ابناءه من قبله ، وقال :" كان أبي رحمه الله حريص على الثوابت ، ومتجاوزا للأخطاء إلا ما يخص العقدية معنا ، فكانت الأركان الخمسة لا نقاش فيها ، ولا يقبل أن يتأخر احد منا عن الصلاة، والصيام، ورافقنا لأداء فريضة الحج سويا".

وتابع:" كانت العقدية بالنسبة لنايف بن عبدالعزيز مبدأ حياة ولا يقبل أن يساوم عليها، رغم المسافة الكبيرة التي يمنحها لنا للنقاش في غير ما يخص العقيدة الإسلامية، كان فخورا بعروبته، وبجذوره وأصوله العربية، ومؤمنا إيمانا كاملا بما فضل الله هذه الأمه عن غيرها بمكارم الأخلاق، وغرس فينا الصدق وعدم الغش منذ أن كنا اطفلا حتى كبرنا وشربنا من هذا المعين إلى أن أصبحت تلك القيم معنا نحن ابناءه طريق حياة وليس خيار".

وأضاف :" كان يحرص منذ طفولتنا على اصطحابنا معه ، فلم نكن نتجاوز الثامنة من العمر حتى كان يصطحبني أنا وأخي محمد إلى الصحراء ويعرفنا على مناطق المملكة بسهولها وجبالها وشواطئها وعلى عادات وتقاليد اهل كل منطقة، وحين نرافقه في سفره لبعض الدول العربية كان يحرص أن يعرفنا على حضاراتها وعادات أهلها في السفر، ويهتم بزيارة المتاحف والمكاتب ويزودنا بالكتب لنقرأها ويختبرنا ويناقشنا عن ما عرفنا فيها واستفدنا".

ووصف الأمير سعود بن نايف والده بانه كان شغوف بحياة الصحراء وبالصيد وبالرحلات البرية ، فكان يحرص على أن نعيش في الصحاري لأيام وليال كحياة أهل البادية، لإيمانه بتدريبنا لنتعامل مع الحياة بأقسى ما فيها، وعندما بلغنا الخامسة عشرة من العمر بعثنا لدراسة اللغة في بريطانيا ،وقد تم السكن مع عائلة هناك، وكان مصروفي اليومي جنيه إسترليني واحد ،وكذلك يعاملنا كلنا بنفس الطريقة دون تفرقة بيننا.

وبعد رحلة الطفولة والشباب وحين بلغنا سن الالتحاق بالجامعة كان يترك لنا الخيار والقرار النهائي في الدراسة الجامعية، مشيرا إلى أن فترة عمله معه ويشهد بذلك جميع من عمل معه بانه كان لطيف المعشر، ورقيق القبل، وعطوفا على الصغير والكبير ،فمن صفاته أنه لا يحتمل منظر بكاء الأطفال ،ويستمع للصغير وينصت له كما يستمع للشيخ الكبير، كان منصت لجميع من يتحدث معه بدون استثناء ولا يقاطع أحدا أثناء حديثه معه مهما أخذ من الوقت ، ويناقش في ادق التفاصيل .

ومن الصفات التي يعرفها من عمل معه هو يقرأ كل المعاملات بتمعن، ويصدر توجيهات دقيقة فسألته احدى المرات لما تقوم بهذه المهمة وانت لديك عدد كبير من الوكلاء والمساعدين والنواب والمستشارين الذين يعدون هذا الأمر فرد علي :"في نهاية الأمر أنا المسؤول أمام الله فعندما أضع توجيهاتي يجب أن أتأكد بأن التوجيه صحيح وابراء لذمتي".

وكان رحمه الله يحرص أشد الحرص على معاملات السجناء ويبرر ذلك :" بان  توقيعي لأحدى هذه المعاملات سيجعله يبيت مع أهله كما أبيت أنا في بيتي ومع اهلي"، وكان يحرص على فعل الأعمال الخيرية ويجعلها بينه وبين من يكلفهم بالعمل فهو لا يحب الإعلان عن أفعال، فقد كان نايف بن عبدالعزيز مجموعة من القيم التي تشربها من والديه -رحمهم الله – وكان عضيدا للملوك ومكلفا بالمهمات الصعبة من قبلهم.

وتم فتح المجال للمداخلات والاستفسارات وبعض المواقف من الحضور الذين عملوا مع الراحل طوال فترة مسيرته العملية.
 
 

آخر تحديث
5/16/2017 8:13:41 AM
 

أضف تعليقك
الاسـم :
 
البريد الالكتروني :
 
رقم الجوال :
عنوان التعليق :
 
التـعـلـيـق :
 
أدخل الأحرف
الموجودة في الصورة :